بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بـ 8 إدارات، دشن برنامج رأس لفان للتواصل الاجتماعي مجموعة متنوعة من الفعاليات، ضمن مبادرة "بدار" بنسختها الثالثة، تضمنت الفعاليات فقرات رياضية وإطلاق حملة توعوية للشركات عبر منصات التواصل الاجتماعي تستهدف تعزيز الوعي بالأمن والسلامة والثقافة المجتمعية واللياقة البدنية لدى عمّال الشركات في المناطق الشمالية.

وبهذه المناسبة، أكدت الشيخة العنود آل ثاني، رئيس قسم الدراسات الإعلامية بإدارة العلاقات العامة بوازرة الداخلية، أهمية المبادرة التي تتسق مع التوجهات الاستراتيجية للوزارة الرامية إلى توعية كافة المقيمين بأسباب الأمن والسلامة، من خلال تعزيز التواصل السليم بين العمال المقيمين والمجتمع.

وأشارت إلى أن هذه المبادرة تضاف إلى سجل مبادرات الوزارة النوعية والمتميزة على مدار العام، مؤكدة الحرص على نشر التوعية والثقافة الأمنية بين صفوف أفراد المجتمع المحلي بمختلف فئاته، ومن بينهم عمّال الشركات الوطنية، وتوعيتهم بالمفاهيم الأمنية خصوصًا ما يتعلق منها بسلامتهم المهنية بمواقع العمل، للحد من تعرضهم لإصابات قد تعرض حياتهم للخطر

ودعت في ختام حديثها العمّال إلى تبني الرياضة كنمط حياة يومي، كونها تحمي الفرد من الأمراض المزمنة وتحد من مضاعفاتها، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة السنوية ترسخ الوعي بمفهوم الصحة والسلامة وتعبر عن ثقافة العقل السليم في الجسم السليم، لذا نحث الجميع على جعلها جزءًا من برنامجهم اليومي لا مناسبة عابرة، سعيًا لبناء مجتمع حيوي.

من جهتها، نوهت الشيخة دانة آل ثاني، كبير مسؤولي برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي، بدعم البرنامج المستمر للأنشطة الرياضية والمجتمعية بما يتماشى مع رؤية 2030، التي تركز أساسًا على الرياضة ومساهمتها في التنمية البشرية، وتهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز رياضي إقليمي، ومن هذا المنطلق حريصون على تشجيع ممارستها، وزيادة الوعي بأهمية اعتماد أسلوب حياة صحي، ودعم ركائز التنمية البشرية.

وأشادت بجهود البرنامج وحرصه على تقديم كل ما هو مفيد للمجتمع المحلي بمختلف أطيافه، ومواكبته لمتطلبات العصر، مشيرة إلى أن مبادراته المتنوعة خير دليل على سعيه للارتقاء بمسيرة العمل الوطني، ودعمه للمسيرة التنموية، ورفدها بعناصر مدربة ومؤهلة قادرة على مواصلة مسيرة العطاء، والإنتاج، والنمو، والتطور.

ونوهت الشيخة دانة بالشراكة القائمة مع وزارة الداخلية والممتدة لسنوات طويلة عززت من فرص نجاح مبادراته ونشرها على نطاق واسع محليًا، داعية كافة الجهات والمؤسسات المحلية للاقتداء بنهج "راس لفان"، ومد جسور التواصل من أجل دعم العمل المؤسسي وتحسين مخرجاته، لتتماشى مع رؤية قطر 2030 الهادفة إلى تفعيل العمل الوطني وتعزيز مقوماته، دعمًا للخطط الاستراتيجية وعمليات التحديث الشامل التي تشهدها دولتنا الحبيبة على كافة الصعد.

وعن مستوى الإقبال على الفعاليات الرياضية لبرنامج "راس لفان"، قالت إنه يعكس مدى استيعاب الهدف الذي يصبوا إليه هذا اليوم الرامي إلى توسعة المشاركة فيه، فقطر أصبحت رائدة على هذا الصعيد، ويترجم الحدث الجهود المبذولة من أجل الارتقاء بالوطن والمواطن والمقيم معًا، وهو في حد ذاته تجسيد حي لشعار الإنسان أغلى ما نملك، فالرياضة حق للجميع، وممارستها ليست حكرًا على المحترفين.

بدوره، أوضح السيد سعد الحميدي، مسؤول التواصل الاجتماعي في برنامج راس لفان، أن الفعاليات المتنوعة التي أقامها البرنامج احتفالا باليوم الرياضي للدولة تعكس ما يوليه "راس لفان" من اهتمام كبير بالمسؤولية المجتمعية، فالبرنامج عودنا على مدار السنوات السابقة على التميز في تقديم وطرح المبادرات، وحشد كافة الطاقات والجهود من أجل تنفيذها على نطاق واسع، مضيفا أن هذا الاهتمام يترجم حسًا وطنيًا منقطع النظير، ونسعى للاستمرار على هذا النهج الذي ينم عن حسن اختيار الفعاليات الملبية لحاجات المجتمع وتحقيق رغباته.

ولفت إلى أن ما شهدناه من فعاليات ما هي إلا نتاج عمل دؤوب وجهود مضنية أخذت على عاتقها إشراك المجتمع العمّالي بكافة فئاته بتنفيذ رسالة البرنامج ومبادراته المختلفة، وعلى رأسها مبادرة "بدار" الساعية إلى جعل العمّال شركاء النجاح في كافة المناسبات الوطنية والمجتمعية، وذلك من أجل تعزيز الوعي بالثقافة القطرية، ومتطلبات الأمن والسلامة، والإرشادات الصحية، إلى جانب اللياقة البدنية وأهمية جعلها أسلوب حياة.

وقال إن الأنشطة التي أقيمت تزامنًا مع اليوم الرياضي للدولة، وبالتعاون مع مختلف الداعمين والشركاء شكلت في مجملها برنامجًا متكاملًا من رياضات مختلفة لاقت استحسان وإعجاب جميع المشاركين فيها، وتؤكد في السياق ذاته الحرص على استمرارية تنظيمها على مدار العام، ونحث الجميع على الانخراط فيها باستمرار كونها تعكس في المقام الأول التزاما بالتنمية الوطنية والبشرية، من خلال دعم وتشجيع المبادرات والأنشطة الرياضية التي تتوافق مع الجهود الداعمة للمسؤولية الاجتماعية.

يذكر أن احتفالات برنامج راس لفان باليوم الرياضي جاءت تحت مظلة فعالية "بدار" الرياضية في مجمع بروة الرياضي بمدينة الخور، حيث تضمنت تنظيم بطولات رياضية للشركات، وحصص للياقة البدنية، وتمارين متنوعة تحت إشراف مدرب رياضي، وفقرات توعوية قدمها ممثلو إدارات وزارة الداخلية، بالإضافة إلى إفطار صحي للعمال. كما شملت الفعاليات تنصيب سفراء التوعية من ممثلي الشركات، وإقامة 5 بطولات لكرة القدم والسلة والطائرة، إلى جانب مسابقتين الأولى لشد الحبل، والثانية البوشاب.

وقد شارك في المسابقات والبطولات ما يقارب 1300 عامل من 12 شركة عاملة في البلاد، وفي ختامها قام المنظمون بتكريم الفرق الفائزة، وتوزيع الجوائز والميداليات على الشركات الفائزة بمراكزها الأولى، ومنها: جلفار المسند، وبلاك كات، وسي شور قروب، وإيمكو قطر، والجابر إنجيرينغ، وغيرها.

يذكر أن وزارة الداخلية شاركت في فعاليات برنامج راس لفان لليوم الرياضي ضمن مبادرة بدار من خلال 8 إدارات، هي: إدارة حقوق الإنسان، والعلاقات العامة، والدفاع المدني، وإدارة البحث الجنائي، ومكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية، والدراسات والشؤون الدولية، ومكافحة المخدرات، والشرطة المجتمعية.

وقدمت هذه الإدارات عددا من البرامج التوعوية تضمنت: التعريف بخدمات حقوق الإنسان، وطرق الوقاية من الحرائق، وطرق الوقاية من الجرائم المنتشرة بين الجاليات، وطرق الوقاية من الجرائم الإلكترونية بين الجاليات، والوقاية من المخدرات والقوانين المتعلقة بها، والتعريف بالشرطة المجتمعية والتقاليد القطرية.

و"بدار" هي إحدى مبادرات برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي، وتهدف إلى التواصل مع فئة العمال بالمناطق الشمالية، تم إطلاق النسخة الأولى منها في 2019 بشراكة مع وزارة الداخلية ممثلة بإدارة العلاقات العامة، وبالتعاون مع عدة جهات، هي: وزارة البلدية، وشركة بروة، وأفيروس للاستشارات وتطوير الأعمال.

وتسعى إلى رفع الوعي العمالي بأهم الإرشادات في مجال الأمن والسلامة، وتعزيز القيم والمبادئ المجتمعية لديهم، وتعريفهم بالعادات والتقاليد والثقافة القطرية، باعتبارهم جزءا من المجتمع المحلي، وإكسابهم مهارات التعامل مع الحالات الطارئة والحوادث، وتنمية الحس الأمني لديهم بهدف حماية أرواحهم وممتلكاتهم، ووقايتهم من التعرض للجرائم بكافة أنواعها. كما تهدف إلى تعزيز وعيهم بالمجالات المتعلقة بالثقافة الصحية والعناية الشخصية، وإشراكهم في نهضة المجتمع والحفاظ على ممتلكاته، من خلال برامج تدريبية وورش تنمي وعيهم وحسهم الأمني.

وتعد المبادرة حلقة وصل بين إدارات وزارة الداخلية المعنية بالتوعية والتثقيف وبين العاملين في الشركات، من خلال مدربين يتم تطوير مهاراتهم وخبراتهم وتأهيلهم ليكونوا سفراء التدريب والتوعية في شركاتهم وبمجمعاتهم السكنية.

-انتهى-